مصر الى كاس العالم 2010

مصر الى كاس العالم 2010
المؤلف mo 32
تاريخ النشر
آخر تحديث


 مصر الى كاس العالم 2010 

صحيح، لو لم يلغ الاتحاد الإفريقي أفضلية الهدف خارج الديار كوسيلة لحسم التعادل في التصفيات، ولو سجل محمد بركات فرصته الضائعة ولم يسجل عنتر يحيى هدفه، لكانت النتيجة قد تغيرت وصعد منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا.

هذا المثال يظهر كيف أن الأحداث الصغيرة والفرص الضائعة يمكن أن تكون لها تأثير كبير على مسار الأحداث والنتائج. تاريخ كرة القدم مليء باللحظات القدرية والقرارات الصغيرة التي قد تحدد مصير الفرق والمنتخبات. 

المباراة الافتتاحية وبداية قوية 

كان منتخب مصر قادرًا على تحقيق النتائج الجيدة، لكن القليل من الحظ وبعض التفاصيل المهمة أثرت على مساره في تلك البطولة. لكنهم على الأقل استطاعوا أن يظهروا بأداء جيد ويمثلوا بلادهم بكرامة في البطولة العالمية.
تواجد المنتخب المصري بجيله التاريخي في تلك المجموعة بالتأكيد كان سيضيف نكهة خاصة للمنافسة. يعتبر جيل الفراعنة في تلك الفترة من بين أفضل الأجيال في تاريخ كرة القدم المصرية، وكان لهم القدرة على تحقيق النتائج الكبيرة.

في السيناريو المقترح، فإن تحقيق الفوز الأول لمصر في كأس العالم بالتأكيد كان سيكون حدثًا تاريخيًا يثير الفخر والحماس للجماهير المصرية. الأداء المميز في مباراة الافتتاح ضد سلوفينيا والفوز الثمين كان سيضع المنتخب المصري في موقع مميز في المجموعة ويزيد من ثقة اللاعبين والجهاز الفني.

كما أن فوز مصر على إنجلترا في الجولة الثانية كان سيكون إنجازًا كبيرًا، خاصةً مع تقديم المنتخب الإنجليزي أداءً غير مقنع في ذلك الوقت. سيكون لهذا الانتصار تأثير إيجابي على المعنويات ويجعل المصريين يحلمون بالمزيد في المباريات القادمة في البطولة. 

ملحمة ضد انجلترا 

في المباراة الودية التي جمعت بين المنتخبين في شهر مارس، افتتح لامبارد التسجيل للمنتخب الإنجليزي في الدقيقة 20 بتسديدة متقنة من خارج منطقة الجزاء. وفي الدقيقة 40، ضاعف كراوتش النتيجة لصالح الإنجليز بعد أن استغل تمريرة عرضية من رايت فيليبس ووجد نفسه في المساحة الفارغة في ظهر أحمد المحمدي، ظهير المنتخب المصري في تلك المباراة.

وقبل بداية الشوط الثاني، ألقى المدرب حسن شحاتة خطابًا ملهمًا على غرار خطابه في مباراة البرازيل في كأس القارات، حيث قال: "الي خايف مينزلش الملعب". وبعد بداية الشوط الثاني، سجل حسني عبد ربه هدفًا للمنتخب المصري في الدقيقة 54 من ركلة جزاء، بعد أن تحصل عماد متعب على ركلة الجزاء بعد عرقلته من قبل جون تيري. 
الجماهير الأفريقية ملأت المدرجات بالحماس والدعم الكبير للمنتخب المصري، تذكرنا بتلك الأجواء الرائعة التي شهدناها في عام 2009 أمام البرازيل.

وفي الدقيقة 87، أظهر أبوتريكة، رجل الدقائق الحاسمة، مهارته المعهودة حيث استغل عرضية دقيقة من أحمد فتحي وقام بتحويلها برأسه إلى داخل شباك الحارس روبرت جرين.

انتهت المباراة الرائعة بالتعادل، مما جعل رصيد المنتخب المصري يرتفع إلى 4 نقاط في صدارة المجموعة، بينما بقي المنتخب الإنجليزي في المركز الثاني بنقطتين فقط. 

مصر الى الدور الثاني بعد الصعود من دور المجموعات 

لا يمكن نسيان لقاء كأس القارات أمام المنتخب الأمريكي، الذي انتهى بخسارة المنتخب المصري 3-0، وقد اعتبرته العديد من الجماهير واحدة من أسوأ مباريات المنتخب في تاريخه.

لكن الآن حان وقت الانتقام، ودخل لاعبو المنتخب المصري المباراة بحماس وإصرار على تحقيق الانتصار. وبفضل الضغط المستمر منذ بداية اللقاء، نجح زيدان في تسجيل هدف التقدم للمنتخب المصري في الدقيقة 11.

ثم جاءت المضاعفة للنتيجة في الدقيقة 32 بعد ركنية نفذها أبوتريكة، وقام وائل جمعة بتسجيل الهدف الثاني للفراعنة.

وفي الدقيقة 65، نجح عماد متعب في تسجيل أول هدف له في المونديال بعد عرضية متقنة من عبد الشافي.

وفي الدقيقة 82، قام عمرو زكي بتسجيل الهدف الرابع للمنتخب المصري بعد تمريرة طولية من هاني سعيد وكرة عرضية من أحمد عيد عبد الملك.

وانتهت مرحلة المجموعات بتصدر منتخب مصر للمجموعة الثالثة برصيد 7 نقاط، ليواجه ثاني المجموعة الرابعة منتخب غانا في الدور التالي. 

مواجهة مكررة مع البلاك استار 

تتابع المباراة بحماس شديد من الجانبين، وتظل الفرص متساوية بين الفريقين حتى نهاية الشوط الأول. يعود المنتخب المصري في الشوط الثاني بتحفيز وإصرار أكبر، ويستمر الضغط على مرمى المنتخب الغاني.

في الدقيقة 65، ينجح المنتخب المصري في تسجيل هدف التعادل عن طريق اللاعب البديل عماد متعب، الذي يستغل تمريرة دقيقة من عبد الشافي ويضع الكرة في الشباك ببراعة.

تشتعل حماسية المباراة ويزداد التوتر، وفي الدقيقة 80، يتمكن المنتخب المصري من تسجيل الهدف الثاني عن طريق محمود حسن تريزيجيه بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء.

تبقى المباراة مشتعلة حتى الدقائق الأخيرة، وفي الدقيقة 88، يتمكن المنتخب الغاني من تسجيل هدف التعادل بهجمة مرتدة سريعة.

تنتهي المباراة بالتعادل 2-2، ويتم الانتقال إلى الشوطين الإضافيين. تتوالى الفرص لكلا الفريقين في الشوطين الإضافيين، ولكن يظل التعادل السلبي حتى النهاية.

وفي الدقيقة 117، يقوم محمد ناجي جدو بتسجيل هدف الفوز للمنتخب المصري بعد تمريرة متقنة من أحمد فتحي.

تنتهي المباراة بفوز المنتخب المصري 3-2، ويتأهل إلى دور الثمانية في بطولة كأس العالم بعد مباراة مثيرة ومليئة بالتشويق والإثارة. 

مصر تقابل الحصان الاسود للبطولة 

كانت تلك لحظة حاسمة حقاً! الظهور البارز ليد لويس سواريز لمنع الكرة من دخول الشباك، وبالتالي تحول المباراة إلى ركلات الترجيح التي تُعتبر قمة التوتر والتحدي في كرة القدم.

وعلى الرغم من إصابة حسني عبد ربه وخروجه من المباراة، إلا أن الثقة بمحمد حمص وبأبو تريكة كانت عنصراً حاسماً في اتخاذ قرار تسديد ركلة الجزاء.

وبفضل الهدوء والثقة، نجح أبو تريكة في تسجيل الهدف، مما أشعل الأمل والفرح في قلوب المشجعين المصريين.

هذه اللحظة الرائعة لن تُنسى أبداً، حيث أثبتت مرة أخرى قوة الإرادة والإصرار لدى اللاعبين المصريين، وأسفرت عن إضافة صفحة جديدة إلى تاريخ كرة القدم في مصر وإفريقيا.

صعود أول منتخب إفريقي في التاريخ إلى المربع الذهبي لكأس العالم هو إنجاز تاريخي لا يُقدر بثمن، وسيظل محفوراً في ذاكرة الرياضة العالمية إلى الأبد. 

انتهاء الحلم 

كانت تلك لحظات مثيرة ومليئة بالتناقضات، حيث تأرجحت المشاعر بين الأمل واليأس خلال سياق المباراة.

بالرغم من تقدم الهولنديين بفضل هدف شنايدر، إلا أن رد فعل منتخب مصر كان قويًا ومليئًا بالإصرار، خاصةً بعد هدف التعادل الذي سجله زيدان.

كانت هذه اللحظة تجسيدًا لروح المقاتل الفرعوني، حيث استطاع المنتخب المصري أن يرفع رؤوس المشجعين ويعيد إشعال نيران الأمل بتحقيق التعادل.

ولكن، كما هو حال الرياضة، فإن النتيجة ليست دائمًا عادلة، وهذا ما حدث عندما سجل روبن هدف التقدم لصالح الهولنديين في اللحظات الأخيرة من المباراة.

لكن على الرغم من الهزيمة، يظل منتخب مصر فخورًا بما قدمه وبالمستوى الذي وصل إليه في بطولة العالم. كانت رحلة مصر في المونديال إنجازًا تاريخيًا ولحظات من الفخر للجماهير المصرية.

ومع ذلك، يبقى الحلم حيًا ومستمرًا، فقد أثبت منتخب مصر قدرته على التنافس على أعلى المستويات، وهو ما يبعث على التفاؤل والأمل في المستقبل. 

الالمان تقضي على احلام المصريين 

كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2010 في جنوب أفريقيا فرصة مثالية لمنتخب مصر لإحراز إنجاز تاريخي والوصول إلى مراحل متقدمة في البطولة.

بالفعل، كانت الظروف مهيأة لذلك، ولم يكن من الغريب أن يكون لدى مشجعي المنتخب المصري الطموح والأمل في التفوق وتحقيق إنجاز يبقى خالدًا في ذاكرة الكرة المصرية والعربية.

لكن الرياضة تحمل معها دائمًا عناصر الغموض والمفاجآت، وعلى الرغم من التوقعات الإيجابية، فإن النتائج ليست دائمًا مضمونة.

بالتأكيد، لا يزال لدى مشجعي المنتخب المصري الكثير من الذكريات الجميلة والتفاؤل للمستقبل، ومع كل بطولة جديدة يتجدد الأمل في تحقيق الإنجازات وصناعة التاريخ.

ومن خلال الاحترام العالمي الذي حظي به منتخب مصر في تلك البطولة، يظهر أن الطريق مفتوح أمامه لبناء على هذه الإشادة والسعي نحو المزيد من النجاحات في المستقبل.