بالمقابل، لم يخوض ميلان أي دور تمهيدي، وتصدروا المجموعة السادسة التي ضمت برشلونة وشاختار دونيتسك وسيلتك بفضل جمعهم 13 نقطة من خلال تحقيق 4 انتصارات وتعادل واحد وهزيمة واحدة. بعد ذلك، تجاوز الفريق الإيطالي مانشستر يونايتد في دور الـ16 بفوزه في مجموع المباراتين (2-0). وتلا ذلك تفوقهم على جارهم الإيطالي إنتر ميلان بنتيجة (5-0) في مجموع مباراتي الدور ربع النهائي. وفي نصف النهائي، نجح ميلان في العبور إلى المباراة النهائية بعد أن فازوا على آيندهوفن بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب ورغم خسارتهم في مباراة الإياب بهدف مقابل ثلاثة أهداف. وكانت هذه المرة الأولى لفريق ليفربول في الوصول إلى نهائي دوري الأبطال منذ عام 1985، بينما عاد ميلان للمشاركة في المباراة النهائية بالبطولة بعد فوزهم بلقب عام 2003 على حساب يوفنتوس.
فشل ليفربول في موسم 2004-2005 في تحقيق مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم. وبناءً على ذلك، قدّم الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم طلبًا إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) يُطلب من خلاله السماح لليفربول بالدفاع عن لقبه في دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي حال تحقق الفوز بهذه البطولة. وبالفعل، تحقق هذا الطلب بعد فوز ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا، وقد أيّد كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي ميلان آنذاك، هذا القرار وأكّد: "من حق الفريق الذي يفوز بدوري أبطال أوروبا أن يدافع عن لقبه في الموسم التالي، حتى وإن لم يكن مركزه في الدوري يؤهله للمشاركة في البطولة".
كانت التوقعات قبل المباراة تميل نحو ميلان نظرًا لوجود لاعبين ذوي خبرة كبيرة في صفوفه، منهم باولو مالديني، كلارينس سيدورف، أندريا بيرلو، جينارو غاتوزو، أليساندرو نيستا، ديدا، كاكا، وأندريه تشيفشينكو.
وعبّر مدير الفريق الفني لليفربول آنذاك، رافائيل بينيتيز، عن اعترافه بأن ميلان يحمل فرصة أكبر للفوز باللقب. قبل المباراة، صرح بينيتيز قائلاً: "من الممكن أن يكون الفريق الإيطالي هو الأكثر مرشحًا للفوز، ولكن لدينا في ليفربول الثقة الكافية والإمكانيات لتحقيق الانتصار".
كان لاعبو ليفربول غير متفائلين قبل المباراة، حيث صرح مدافع الفريق جيمي كاراغر بأنهم يواجهون المباراة النهائية بفريق أقل قوة مما فاز ببطولة الاتحاد الأوروبي عام 2001.
دخل الفريقان المباراة بتشكيلة 4-4-2. المدير الفني لميلان قرر بداية المباراة بتشكيلة تضم ديدا، كافو، ستام، نيستا، مالديني، بيرلو، غاتوزو، سيدورف، كاكا، تشيفشينكو، وكريسبو. فيما اختار المدير الفني لليفربول تشكيلة تتألف من دوديك، فينان، كاراغر، هيبيا، تراوري، ألونسو، غارسيا، جيرارد، ريزه، كيويل، وباروش.
ابتدأ ميلان المباراة بقوة وسجل باولو مالديني أسرع هدف في تاريخ نهائي دوري أبطال أوروبا بعد مرور 50 ثانية فقط من بداية المباراة، وذلك عقب تمريرة رائعة من أندريا بيرلو.
تفاقمت متاعب ليفربول بعد إصابة هاري كيويل في الدقيقة 23، حيث تم استبداله بفلاديمير سميتشير. وتواصل ميلان بالسيطرة على المباراة حتى نهاية الشوط الأول، وتمكن من تسجيل هدفين إضافيين في الدقائق الست الأخيرة من الشوط عن طريق اللاعب الأرجنتيني هيرنان كريسبو في الدقيقتين 39 و44.
بدا للجميع أن ميلان كان على وشك تحقيق اللقب بعدما تقدموا بثلاثة أهداف دون رد في الشوط الأول، وكانوا يسيطرون تمامًا على سياق المباراة. ولكن فيما بعد، تغيرت الموازين في غضون ست دقائق فقط.
في الشوط الثاني، قرر مدرب ليفربول بينيتيز المخاطرة بالدفع بلاعب وسط آخر، ديتمار هامان، بدلاً من المدافع ستيف فينا.
بدأت التغييرات في اللقاء في الدقيقة 54 عندما سجل ستيفن جيرارد هدف التقدم لفريق ليفربول. بعد ذلك بدقيقتين فقط، أضاف البديل فلاديمير سميتشير الهدف الثاني للفريق.
ثم في الدقيقة 60، أحتسب الحكم الإسباني مانويل غونزاليس ركلة جزاء لفريق ليفربول، وعلى الرغم من أن حارس ميلان ديدا تصدى للركلة، إلا أن تشابي ألونسو تابع الكرة وأودعها في الشباك ليحقق التعادل لفريق ليفربول.
لم يطرأ أي تغيير على النتيجة خلال باقي أحداث المباراة، وعندما انتهت الوقت الأصلي من المباراة، لم يتمكن أي من الفريقين من تحقيق التقدم في النتيجة. لذلك، اضطرت المباراة للانتقال إلى أشواط إضافية، ولم يتمكن أي من الفريقين من تسجيل أهداف خلالها.
بالتالي، اضطرت المباراة للتحسيم من خلال ركلات الترجيح. وفي ركلات الترجيح، أهدر لاعبو ميلان سيرجينهو، بيرلو، وتشيفشينكو، بينما نجح توماسون وكاكا في تسجيلها لفريق ميلان. فيما سجل لفريق ليفربول لاعبو هامان وسيسيه وسميتشير، بينما أهدر ريزه ركلته. وبهذا الفوز، توج ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا في إحدى أهم اللحظات في تاريخه.
وبعد المباراة، صرح مدرب ليفربول رافائيل بينيتيز قائلاً: "لا يمكنني وصف جمال هذه اللحظة التي أعيشها بعد الفوز بدوري الأبطال بهذه الطريقة".
وأدلى أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا بتعليق عن المباراة قائلاً: "حتى منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم عام 1970 لم يكن قادرًا على تحقيق انقلاب مثل الذي قام به ليفربول. لقد أثبتت الأندية الإنجليزية أنه بالإمكان تحقيق المعجزات، ومن الآن فصاعدًا، أصبح ليفربول فريقي المفضل في إنجلترا".
من جهته، صرح المدير الفني لفريق ميلان كارلو أنشيلوتي: "فقدنا كل شيء في مدة ست دقائق عصيبة". وعبّر نائب رئيس نادي ميلان أدريانو غالياني عن رأيه قائلاً: "على الرغم من حصولنا على المركز الثاني في الكالتشيو ووصولنا لنهائي دوري الأبطال، إلا أن موسمنا لم يكن سيئًا".